رداً على الذيول واتهاماتهم بحق المرأة الثائرة نعيد نشر مقالة الحور العين ،،
رداً على الذيول واتهاماتهم بحق المرأة الثائرة نعيد نشر مقالة الحور العين ،،،
{ الحور العين والطمأنينة}
المكان : ساحة التحرير -بغداد
الساعة: الواحدة بعد منتصف الليل.
التاريخ : 18 / 11 / 2019
الحدث : فتاةٌ عراقية تنام تحت حراسة 4000 من إخوانها الشباب الثائر!
الاسم: اسماء حسون.
المهنة: طالبة جامعية ومسعفة طبية.
تاريخ الميلاد: 22 أيلول 1999
..منذ شهر وهي تنام في ساحة التحرير وسط الشارع !
أُكرِر .!.
في الشارع.. تنام وحولها آلاف من الشباب.. وأغلبهم مراهقون !
لم تتعرض طيلة هذه المدة إلى أي مضايقة ولا كلمة واحدة تخدش الحياء !
إقتربتُ منها،و حييتُها.. وقلت لها أنا بصدد تأليف كتاب بعنوان ( شاهد على التحرير ) وسيكون عبارة عن قصص وبطولات ومواقف شهدتها اثناء التظاهرات، ومن بين ما شاهدت هو نومك وسط هذه الجموع، فهل شعرتِ بقلق أو خوف وأنتِ تنامي وسط اكثر من خمسة آلاف شاب في ساحة التحرير ؟ قالت "والله يا ابو وائل لم أشعر بمثلِ هذا ألأمان والنوم الهانئ طيلة حياتي كما أحسستهُ وأنا انام في ساحة التحرير، حتى ان والدي كان يتصل بي كل ثلاث ساعات في بداية الثورة، ليطمئن عليَ وبعدها بأيام قطع الاتصال بي، وحين سألتهُ، قال" هل يوجد اطمئنان وأمانٌ أكثر من أن تنام ابنتي ويحرسها آلاف من اخوتها الأبطال !!!؟؟؟
تقول اسماء، "لقد أبكاني رد ابي" وعجبت على حال وطن الفتاةُ فيه لم تكن تأمن على حالها حينما تخرج من بيتها لوحدها في ظِلِ وجود حكومة وجيش وشرطة لكنها في وسط التظاهرات التي لا توجد فيها سلطة الدولة تنام في الشارع مطمئنة من دون خوف أو وجل، تركتُ أسماء لتعود لنومها الهانئ والعميق وفي رأسي اكثر من سؤال ؟
"كيف نزلت السكينة على اسماء لتنام وعشرات الفتياة وسط جموع الشباب وهُنَّ مطمئنات آمنات ؟ وكيف أَمَنَتْ هؤلاء الطالبات وهُنَّ داخل المطعم التركي "جبل أُحُد"يُنَظِفْنَ ويُرَتِبنَ الطوابق ويطبخنَ الطعام للمتظاهرين، وأنا متيقن ان غالبيتهن لا يؤديَنَّ مثل هكذا أعمال في بيوتهن !! وأخيراً..
إﻥَّ الدرس الذي لَقَنَهُ المتظاهرين للعالم أجمع.. هو درسٌ عظيم في التحضر والثقافة وسمو الأخلاق والبطولة والتفاني والثبات على المبدأ، وهذه الثورة ستبقى عالقة في اذهان الشعب، وسيخلدها التاريخ وربما تُدَرَّس في قادم السنين لتعلم الأجيال القادمة ما فعلهُ أجدادهم من مجدٍ سيفتخرون به أمام الشعوب وأحمد الله اني كنت حاضراً هذا المجد وشاركت فيه ولو بجزء يسير جداً .
المتظاهر : عدي الزيدي
ساحة التحرير 25 / 11 / 2019
